الاستثمار العقاري هو واحد من أقدم وأكثر الطرق المشهورة للاستثمار، ليس في مصر فقط ولكن في العالم أجمع.
ربما تكون أنت بالفعل على علم بذلك، أو ربما تكون قد حصلت بالفعل على عقار من أجل الاستثمار، ولكن ما لا تعرفه أن هناك أنواعًا في الاستثمار العقاري.
فليس مجرد أن تحصل على شقة أو تبني عمارة وتضمن تدفُّق الأموال إلى خزانتك، خاصة عندما تفكِّر في بيع بعض الوحدات بعد مرور الوقت، والتي ستربح منها فرق السعر.
فبعيدًا عن أن الاستثمار العقاري يُعَد من آمَن أنواع الاستثمار، فإنه يضمن لك زيادة رأس مالك دون مجهود كبير أو مخاطرة، فسعره في زيادة مستمرة.
سوف نُعرفك في هذا الموضوع على أنواع الاستثمار العقاري، وكيف تكون ثروة من خلال الاستفادة من العقار الذي ابتعتَه فقط من أجل بيعه بعد سنوات.
ما أنواع الاستثمار العقاري؟
قبل الحديث عن أنواع الاستثمار العقاري وأي الأنواع قد يكون أنفع وأكثر تأثيرًا بالنسبة لك، علينا التأكيد على أن كل نوع له مزايا وعيوب؛ لذلك عليك البحث عن أنسب أنواع للاستثمار العقاري بالنسبة لك وعقارك وموقعه، ودراسة كل السبل المتاحة قبل أن تدرج هذا العقار ضمن نشاط معين، ثم تكتشف مع مرور الوقت أنه لم يكن الخيار الأصح.
لذلك سوف نتحدَّث بالتفصيل خلال السطور المقبلة عن أنواع الاستثمار العقاري، كيف تختار النوع الأنسب بالنسبة لك:
العقار السكني
يشمل كل أنواع العقارات بهدف السكن مثل الكمبوند، الفيلا، الشقة، الدوبلكس، المنازل التي تحصل عليها في مدينة ساحلية لتكون مناسبة لقضاء الإجازة، أو وسط أرض زراعية ومزرعة … وهكذا.
وهذا النوع من العقار يُعَد الملجأ الأول لصغار المستثمرين؛ لأنه سوف يضمن لهم الحصول على الأرباح بصفة مستمرة.
فأنت من الممكن أن تبيع العقار وتحصل على آخر ثم تبيعه وهكذا، أو تؤجره، ففي كلا الحالتين ستضمن مصدر دخل ثابتًا ومربحًا.
ولكن على المستثمرين معرِفة أي نوع هو الأفضل بالنسبة للمساحة التي سيستثمرون، وتحليل السوق وهكذا.
وبجانب ذلك فإن الضرائب على العقارات السكنية تُعَد أقل كلفة من أنواع الاستثمارات الأخرى التي سوف نشرحها في النقطة القادمة.
ولكن أهم التحديات بالنسبة للأشخاص الذين يوَدون استثمار عقارهم السكني أن في الأغلب لا تكون عقود التأجير طويلة الأجل، وبالتالي يمكن للمستأجر أن يقرر الرحيل بعد انتهاء مدة التعاقد؛ مما يعرض الشخص للخسارة في حالة هبوط أسعار العقارات.
العقار التجاري
غالبًا ما تكون العقارات التجارية بداخل مبانٍ إدارية أو عمارات مكونة من عدة أدوار، سواء كان بغرض تعليمي أو طبي أو مركز تجاري للتسوق أو حتى شقق فندقية.
ولكن الآن أيضًا بات شائعًا تأجير إحدى الشقق في الكمبوند بحيث تحصل على الدور الأول، أو تأجير إحدى الفيلات لكبرى الشركات … وهكذا.
هذا الاستثمار التجاري يكون أكثر ربحًا من الاستثمار السكني، بالإضافة إلى عائده المادي الأكبر، إنك تضمن أيضًا الحصول على عائد ثابت لفترة زمنية طويلة نسبيًّا عن الاستثمار السكني.
فالشركات لا تغيِّر موقعها كل عام، ولكنها تسعى إلى الاستقرار؛ لأن تغيير موقعها يعطي انطباعًا بعدم كفاءتها وقدرتها على سداد قيمة الإيجار، فكيف لها أن تتمكن من إنجاز أعمالها.
ولكن هناك عيب آخر هو أن أسعار العقارات تتفاوت تفاوتًا كبيرًا في فترة زمنية صغيرة؛ فمن الممكن أن يرتفع كثيرًا، ولكنك لن تستطيع أن تبلغ صاحب الشركة برغبتك في رفع قيمة الإيجار؛ مما يعرضك لخسارة عائد قد يتضاعف.
يختار الكثير من المستثمرين هذا النوع من العقارات للاستثمار؛ بسبب عدم وجود منافسة قوية مقارنة بالنوع الأول من الاستثمار، فهو يحتاج لإجراءات قانونية وتجهيزات تحتاج بعض الأعمال ربما تجعل البعض ينفر منه.
العقار الصناعي
من الممكن أن ندرجه أيضًا تحت النوع الثاني من الاستثمار؛ فهو مما لاشك يهدف إلى الربح والتجارة، ولكن نظرًا لأنه يحتاج إلى تصميم هندسي معين، فقد فضَّلنا أن نتحدث عنه في نقطة منفصلة.
ويمكن تعريفه بأنه أي نوع من العقار يهدف إلى تدشين صناعة مثل مخازن أو محل لغسيل السيارات أو مستودعات، أو أي نوع من العقارات يهدف إلى جني المبيعات مباشرة من المستهلكين.
قد يتطلب هذا النوع من الاستثمار إنفاق الكثير من الأموال بهدف تأهيله لاستقبال نوع معين من الصناعات، وهذا يتوقف على رغبتك، هل تريد إيجار العقار بحالته دون تغيير وتترك صاحب العمل يقوم بتجهيزه؟ أم تريد أنت الإنفاق عليه ثم تجني ما أنفقته من عائدات بالإضافة إلى الأرباح الصافية التي ستحصل عليها.
الاستثمار في الأراضي
أحد أنواع الاستثمار الذي يلجأ إليه أيضًا صغار المستثمرين؛ نظرًا لأنه يدِرُّ ربحًا كبيرًا على صاحبه، سواء أكانت هذه الأرض خالية أو مزرعة، ويشتمل تحت خانة الأراضي الشاغرة الاستثمار فيها مجرد أرض، أم بناء عقار عليها، أو إعادة استخدامها بأي شكل، قد تكون في شكل جراج للسيارات على سبيل المثال.
عادة ما تكون الأرض الشاغرة هي مصدر جذب لأصحاب الاستثمارات الكبيرة، خاصة إذا تواجدت تلك الأرض في موقع إستراتيجي جاذب للاستثمار.
وقد تمتلك أرضًا وقررت بناء عليها عقارًا سكنيًّا ثم تراجعت واستقررت على بيعها بحالتها، فستكون أيضًا نقطة إيجابية بالنسبة للمستثمرين؛ لأنك وفَّرت عليهم الكثير من أعمال البناء والأساس، وهي شائعة في المجتمعات الصناعية التي تنمو وتتوسع بوتيرة كبيرة.
وهذا النوع من الاستثمار يُعَد الأكثر ربحًا ما بين جميع الأنواع السابقة، سواء أكنت ترغب في الحصول على حق انتفاع من الأرض وتترك المستثمر يبني كيفما يشاء، أو كنت ترغب في البناء كاملة ثم بيع كامل العقار وهو بحالته الجديدة.
ولكن أيًّا كان فهذا أيضًا يتوقف على وضع السوق التجارية وتحليلات اقتصادية دقيقة، حول إمكانية بيع العقار كامل بصفقة رابحة، أم أن السوق يعاني من حالة ركود.
إذن أي أنواع الاستثمار العقاري عليَّ ممارسته؟
يبدو السؤال بسيطًا، ولكن الإجابة للأسف أكثر تعقيدًا، فربما تعتقد أني سأعرض لك الإجابة في كلمتين، العقار السكني أو التجاري، أو أيًّا كان؛ وبالتالي فهي عملية مركبة تحتاج إلى وقت ودراسة ليس مجرد العثور على أكثر الأنواع ذا عائد سريع ومؤكَّد، فأنت بحاجة إلى معرفة عيوب ومزايا كل نوع.
من أجل الاختيار الصحيح فإن هناك عدة عوامل أساسية، من بينها موقع العقار والظروف والأهداف، والإستراتيجية المفضلة لك.
وبالنظر إلى العامل الأول، فالموقع هو أهم شيء يجب النظر فيه والتمحيص حوله، هل العقار متواجد في منطقة سكنية بالقرب من الخدمات، أم منطقة تجارية سوف تجذب المستهلكين للدخول وإنفاق أموالهم، أم في منطقة واعدة سوف تكون محطة استثمارية جذابة خلال العقود المقبلة.
وإن رغبت في الاستثمار التجاري، فإن المجهود سيكون مضاعفًا لمعرفة هل النشاط الذي ترغب في انطلاقه مطلوب في تلك المنطقة، هل يوجد منافسون، هل السكان المحيطون مستعدون لإنفاق أموالهم على النشاط الذي سوف تعلنه؟ … وهكذا.
اختيار نوع استثمار كهذا يعتمد على تفضيلك الشخصي، هل أنت شخص تعشق المخاطرة والمغامرة من أجل الحصول على المال، أم تفضل الجانب الآمن بأقل الأضرار وترضى بمبلغ معين من الأرباح، هل لديك الوقت الكافي لمتابعة استثمارك، أم أنك ترغب في الحصول على ربح سلبي يدير لك دخلًا شهريًّا ثابتًا.
وبالتالي عليك التفكير جيدًا قبل الإجابة على الأسئلة السابقة حتى تتخذ القرار الصائب، ويمكنك أيضًا استشارة مختصين وأصحاب تجارب سابقة حتى يساعدوك في الوصول إلى الاختيار الذي لن يجعلك تشعر بالندم يومًا ما.