عادة ما ينزعج الكثير من أصحاب الأعمال من المنافسة، وإمكانية أصحاب الصناعات المشابهة من جذب المستهلكين إلى منتجاتهم، وترك ما يعرضون؛ وبالتالي فشلهم في كسب أي إيرادات من شأنها أن تساعد مشروعهم على الصمود؛ لذا فالمنافسة مخيفة للغاية، الجميع يسعى إلى أن ينجح ويجذب المستهلكين.
ولكن من وجهة نظر مختلفة، فإن المنافسة هي ظاهرة صحية لأي مجتمع منتِج، فهي تُجبِر الجميع على الابتكار إذا أرادوا الاستمرار والابتعاد عن الفشل أو الإفلاس.
وهنا تأتي المعضلة، كيف يمكنني النجاح وسط تلك المنافسة الشرِسة، ما السبل التي سوف تساعدني على الابتكار وتجنُّب الخسارة.
ولأن لكل مشكلة حَلًّا، فإن كنت تريد النجاح عليك إبرام خطة متطورة ومُحكَمة سوف تلجأ إليها دائمًا من أجل الاستمرارية أو في حالة ظهور أي منافسين جُدُد.
وفي هذا الموضوع جمعنا لك ما يفعله أغلبُ أصحاب الأعمال الناشئة أو حتى كُبرى الشركات من أجل الحفاظ على قوة علامتهم التجارية، وكذلك دعم فريقهم لتحفيزهم على التطوير.
تعرف على نقاط الضعف عند منافسيك واسعَ لأن تجد حلًّا
في البداية عليك أن تعد مجموعة من الأسئلة الذكية والدقيقة؛ حتى تحصل على إجابة صحيحة من المستهلكين الذين يستخدمون منتجات منافسيك، وحدِّد بالأخص أوجه القصور التي قد يواجهونها في تلك الخدمات أو المنتجات.
والغرض من هذا النشاط هو معرفة الحلول المحتمَلة التي قد توفِّرها منتجاتك للمستهلكين، كل ما عليك في البداية هو أن تؤكِّد لهم أن ما تعرضه سوف يلبي احتياجاتهم أو ما عجزوا أن يجدوه في الخدمات المتوفرة في السوق حاليًّا.
وتأكَّد من أنك سوف تبدأ في جني المكاسب بمجرد أن تكسب ثقة العميل في أن ما تقدِّمه هو ما ينقصه حقًّا، ولن يجدوه في أي مكان آخر، فطريق النجاح لا بد أن ينطلق من سمعة شركتك الجيدة.
فعلى سبيل المثال: إذا كنت تمتلك شركة عقارية وترغب في بيع أحد الوحدات، ركِّز على ما غفل عنه باقي المنافسين، وليكن السعر المناسب، أو طرق سداد ميسَّرة، أو توفُّر خدمات نظافة شهرية مجانًا … وهكذا.
ادرس جمهورك المستهدف
إليك حقيقة الأمر، من الممكن أن يكون لديك الكثير من المنافسين، ولكنك تستهدف جمهورًا يختلف عن الشريحة التي يرغبون في استقطابها، وحينها فإن مشروعك سوف ينجح بالتأكيد إذا درست جيدًا جمهورك وعرفت الطرق التي ستصل بها إليهم.
وحينها عليك أن تجد كافة السبل حتى تتضمن الانفراد والتميُّز وسط الشريحة التي تستهدفها، ويتحقق ذلك عندما تسد الفجوة بين احتياجاتهم وبين المعروف من قِبَل المنافسين.
فعلى سبيل المثال: وبالعودة إلى المثال السابق، فأنت ما تزال تملك تلك الشركة العقارية، وبدأت مشروعك للتو في منطقة تشهد الكثير من المشاريع المماثلة، ولكن ما يجعلك تتميز هو أنك قد تستهدف المتزوجين الجدد؛ وبالتالي ستختلف طريقة العرض وتستطيع أن تبرز ما يجعلك الاختيار الأول لتلك الفئة.
منافسيك ليسوا أعداءك
من النصائح الغالية التي عليك اتباعُها، أنه يجب أن تتوقف عن اعتبار منافسيك أعداء لك؛ لأن هذا ليس صحيحًا على الإطلاق، ولكن من الممكن أن تبني علاقة قوية بين منافسيك قائمةً على تبادل المصالح والمنافع.
كذلك بعض المنافسين لا يتوقَّفون عن إسداء النصائح لأصحاب الأعمال الجدد، واحرص كذلك على حضور الفعاليات التي تجمع أصحاب الأعمال من الصناعة نفسها، سواء كانت بمشاركة منتجاتك أو حتى في التجمعات الثقافية.
إذا نجحت في كسر هذا الحاجز بينك وبين منافسيك، فإنك سوف تنال الكثير من الخبرة من وجه نظر ميدانية، قد تعجز في الوصول إليها حتى لو استعنتَ بكبار المتخصِّصين في السوق التجاري.
تبنَّ حملة تسويقية قوية
هل تعلم أن أكثر من 80% من الشركات الحالية لا تمتلك بيانات مخصَّصة ودقيقة حول طبيعة جمهورهم المستهدف؛ وتكون النتيجة بالتالي عدم فعالية الحملات التسويقية التي يقدمونها، وأنها تفشل في الوصول إلى هدفها المرجوِّ وهو سحب البساط من تحت أقدام المنافسين الآخرين.
أبسط قواعد التأثير في المستهلكين هو أنت تخلق رسالة متميزة وفعَّالة بِناء على احتياجاتهم وما يبحثون عنه، فأغلب أصحاب الأعمال يدرُسون جيدًا منتجاتهم، ولكنهم لا يُلقُون بالًا للمستهلكين؛ وبالتالي تأتي رسالتهم التسويقية بلا جدوى، وكذلك تفشل إستراتيجيَّتِهم في التعامل مع احتياجات السوق، وعن التطور بِناء على التحديات المستجدة.
ومن هنا عليك الاستعانة بكل السبل الممكِنة من أجل تحليل بيانات المستهلكين واهتماماتهم ورغباتهم، ثم الشروع في تبني حملة تسويقية ممتازة.
اعرض سعرًا مناسبًا
اتِّباع إستراتيجية صحيحة من أجل تسعير الخدمات أو عرض السعر على المستهلِكين، هي الخطوة الأولى التي ستجعلك تواجه منافسيك بفعالية.
فحينما نتحدَّث عن التجارة والمشاريع، فإن الأمر كله يتعلق بالمال والإيرادات؛ لذلك قبل تحديد سعر خدماتك عليك في البداية أن تعرف جيدًا منافسيك، وتصل إلى أفضل سعر يقدِّمه منافسوك، ثم اختَر سعرًا يكون في حدود متوسط الأسعار المعروضة، وكذلك يضيف لك قيمة تنافسية.
ولا نعني هنا بباقة أسعار مناسبة أن تكون هي الأقل وسط منافسيك، ولكن أي سوق تجارية في أي مجال تكون منقسمة إلى 3 شرائح، وفي كل شريحة يستهدف فئة مختلفة: وهي الفئة الأقل، ثم المتوسطة، ثم الفئة الأعلى.
وبِناء عليه سنعيد الحديث عن الفئة المستهدفة مِرارًا وتكرارًا، بحسب الشريحة التي تريد أن تستهدفها سوف تحدِّد سعر الخدمة التي تقدِّمها، ويمكنك أيضًا أن تحصل على إجابة من المستهلكين الفعليين حول متوسط الأسعار المتوقَّعة نظير الحصول على خدمة تتمتع بهذه المزايا والإمكانيات.
اجعل الابتكار أعز أصدقائك
يقول أحد خبراء التسويق: التغيير هو الشيء الوحيد الدائم في هذا العالم؛ لذلك إن كنت تحرص على بقاء شركتك قوية وفعالة وتدير عليك الأرباح، فلا تتردد في المخاطرة، وابتكار شيء مختلف عن السوق الذي تتواجد فيه.
قد تواجه في البداية بعض الانتقادات، ولكن لا بأس من بعض الانتقاد؛ لأنه سوف يجعل الكثير يتحدثون عنك، وهكذا ستكون محل جدال، وستصنع لك هوية مختلفة تجذب المستهلكين الذين يبحثون عن كل ما هو جديد ومختلف.
بل إن الأسوأ من ذلك، أنه قد يقضي عليك تمامًا إذ لم تكن متيقظًا وتحاول مجاراة هذا العالم المتغير بسرعة كبيرة.
على سبيل المثال: هل تذكر أول هاتف محمول امتلكته؟ أعتقد أنه جهاز نوكيا بأشكاله المختلفة، والتي ظلَّت لفترة طويلة محتلَّة عرش صناعة الأجهزة المحمولة المبتكرة التي تجعلنا نتواصل مع ما نريد في أي وقت وأي مكان مع الخصوصية التي كنا نفتقر إليها في الهواتف الأرضية.
وماذا عن الآن، ما الهاتف الذي تحمله؟
بغض النظر عن نوعه، فأكاد أجزم أنه ليس نوكيا، لقد انتهى مشوار نوكيا في عالم صناعة الأجهزة الذكية؛ وذلك بسبب رفضها وتعنُّتها لتطوير أجهزتها على نظام الأندرويد الذكي.
وعليك أيضًا أن تضع في اعتبارك هؤلاء المستجدين على السوق، الذين يطلقون كل يوم مشاريع بأفكار إبداعية قد تمثِّل خطر على مشروعك؛ لذلك لا بد أن يكون الابتكار هو أفضل أصدقائك بدءًا من الآن.
في النهاية، إذا كنت ترغب النجاح والاستمرارية فعليك أن تواجه منافسيك بأفضل ما تملك وتواصل التطوير، حينها فقط ستكون من أصحاب المشاريع الناجحة التي سيحذو الجميع حذوها.