عندما تفكر في إطلاق مشروعك التجاري، فإن أول ما تفكر فيه غالبًا هو الشركات التي قد تقدِّم خدمة أو منتجًا مشابهًا لما سوف تقدمه للمستهلكين.
وفي كثير من الأحيان تكون المنافسة شرسة؛ فهناك الكثير من الشركات التي تعرض منتجات تبدو رائعة وتحظى بسمعة جيدة، وتستطيع استقطاب الكثير من العملاء، ولكن تأكَّد أن هناك ثغرة يمكنك أن تسدها وتستطيع منها جذب العملاء إليك.
هنا سوف تجد 6 طرق ناجحة ومجرَّبة يمكنك البدء بها الآن، وسوف تجد نتائجها خلال فترة قصيرة، كل ما عليك هو قراءتها جميعًا واتباعها جيدًا.
قدَّم سعرًا تنافسيًّا
الأمر كله يتعلق بالسعر والأرباح، وعندما تفكر في المنافسين وكيفية مواجهتهم، بل ونجاحك في إقناع العملاء بأن ما تقدمه هو الأفضل لهم، فإن أهم عامل هو توفير سعر تنافسي، أو بكلمات أخرى هو توفير سعر مناسب نظير الخدمة والجودة.
لذلك عليك دراسة أفضل سعر قد ينجح في جذب عملائك، وما هي الشريحة المجتمعية التي تستهدفها.
قد تعرض سعرًا أعلى من منافسيك، ولكن تظل هناك ميزة تنافسية ستدفع المستهلكين للشراء منك؛ وبالتالي فإن دراسة مزايا الخدمة التي تقدمها وإمكانيتها وفؤادها هو أهم ما يجب أن تفكر فيه عند تحديد سعر خدماتك، وحتى تضمن أن يظل السعر معقولًا بالنسبة للشريحة المستهدَفة.
وفِّر خدمة عملاء ممتازة
هل تعلم أن 33% من العملاء قد يقرِّرون الشراء من مكان آخر أو يتوقفون عن التعامل مع أحد الشركات بسبب تجربة سيئة مع خدمة العملاء.
لا تكن من هؤلاء الـ 33%، فأنت في غِنًى عن خسارة ثقة عملائك بسبب مشكلة بسيطة قد لا يكلفك حلها سوى إبداء بعض الاهتمام لما يزعج عملائك، وأن رضاهم بالفعل هو غايتك الأولى.
بل عليك أن تحرص على توفير استجابة سريعة لأي شخص يواجه صعوبة في الحصول على خدمتك أو أنها جاءت أقل من التوقُّعات، وتحاول أن تمده بحل يرضي جميع الأطراف.
كذلك فإن خدمة ما بعد البيع، من أهم ما يجب أن تراعيه حتى يجد المستهلكون مبررًا كافيًا للحصول على منتجك أنت بالأخص، وعدم التوجه لأحد المنافسين.
فبحسب دراسة أخرى، فإن 84% من المستهلكين الذين يقررون الحصول على خدمتك عبر الإنترنت، قد يعدِلُون عن تلك الفكرة بسبب بعض التعليقات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالتالي احرص على تبني إستراتيجية للرد على التعليقات السلبية واحتواء غضب أو عدم رضا عملائك السابقين، فبعيدًا أنك قد تنجح في إعادة الثقة في منتجك مرة أخرى، ستكون نقطة إيجابية للمستهلكين المحتمَلِين عندما يطلعون على تلك التعليقات، فأنت بالفعل تهتم لآرائهم وتسعى لخدمتهم.
اعرف جمهورك المستهدَف جيدًا
ليس مجرد أن تعرف عمر جمهورك المستهدف ونوعه وحجمه، ولكن عليك أن تعرف أدق التفاصيل التي تتعلق باهتماماته وروتينه اليومي، وماذا يفضِّل أن يفعل في وقت الفراغ، كم الساعات التي يقضيها على مواقع التواصل الاجتماعي.
كلما حصلت على معلومات دقيقة عن جمهورك المستهدف، نجحت في خلق علاقة قوية بينك وبينه؛ وبالتالي ستحصل على ثقته؛ ومن ثَمَّ تحصل على ولائه، فلا يمكن أن يشتري أي منتج منافس طالما كنت موجودًا وحرصت على إطلاعه بكل التفاصيل الخاصة بآخر المنتجات أو الخدمات التي تقدمها.
ويُعَد التواصل مع عملائك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكثر الطرق فعالية، فعلى سبيل المثال: اترك لهم رسالة عن آخر المنتجات أو حتى المشاريع التي أطلقتها، أو اعرف عنهم آراءهم حول آخر منتج حصلوا عليه، وهكذا.
لا تقلِّد منافسيك
السوق دائمًا ما تحب الابتكار والخروج عن المألوف، إن نظرت حولك فستجد الكثير من المحلات التي تحمل نفس الاسم مع اختلاف بسيط، ستجد الكثير من المطاعم لديها نفس قائمة الطعام، والتي في النهاية ينتهي بها المطاف أن تكون خاوية من الراغبين في تناول أطباقهم.
ولكن إذا نظرت إلى أحد المحالِّ التي يتصارع عليها المستهلكون للحصول على خدماتهم، فستجدهم بالتأكيد لديهم ميزة تنافسية عن باقي المحال الأخرى.
وهذا بالضبط ما يجب أن تفعله، لا تقلد منافسيك أبدًا، بل حاول دائمًا أن تفعل ما يقدِّمه بطريقة مختلفة وجذَّابة، فحتى إن كان منافسوك يمتلكون ميزانية أكبر ممَّا تملك، فإنك بالطبع تملك خبرة مختلفة، وتعلمت من حياتك سواء المهنية أو الشخصية دروسًا مختلفة، حاول أن تبرز ذلك في خدمتك، حاول أن تجد سِمَتك الخاصة وتبدع في عرضها.
اعرف أن المنافسة جيدة لك وللمستهلكين
اعرف أن المنافسة ليست سيئة في كثير من الأحوال، بل على العكس فهي تجعل كل منافس يركِّز في اختصاصه وفي تقديم خدمة واحدة بعينها، كما أنها جيدة بالنسبة للمستهلكين، فهي تدفعهم أن يبحثوا عن أفضل الخيارات ولا يدعوا الكسل من أجل الحصول على أفضل سعر وأحسن خدمة.
فمع وجود المنافسة هناك حاجة ضرورية للابتكار والحفاظ على توفير كما هو جديد، وكذلك فأنت تحرص دائمًا على نشر ثقافة وسمعة جيدة عن شركتك. أما في حالة عدم وجود المنافسة فسوف تفتقر إلى روح المثابرة والإبداع، فلا يوجد حاجة لتنظيف الفاترينة كل يوم؛ لأنك واثق أن المستهلكين لن يجدوا مكان آخر يحصلوا منها على خدمة مماثلة لما تقدِّمه، وكذلك فإن موظفيك سيتَّسِمون بالكسل، وسوف تسود حالة من الروتين اليومي التي قد تشكِّل خطرًا على صحتك العقلية بالأساس.
توقف عن شعورك بالرضا عمَّا قدمته
الرضا شعور طيب ومحمود، ولكن في عالم الأعمال وخاصة إن كنت تمتلك مشروعًا، وتريد أن يُكتب له النجاح فإن الشعور بالرضا لما قدَّمتَه ليس طيبًا إطلاقًا، بل إنه سوف يدفعك للكسل وتجنب المخاطرة أو البحث عن طرق للتطوير.
إذا تسلَّل لك هذا الشعور فتأكد أنك لا تسير في الاتجاه الصحيح، بل إن منافسيك يرغبون دومًا في أن تصل لتلك المرحلة، وحينها سيجدون الفرصة مناسبة من أجل البحث عن وسائل لتطوير خدماتهم، وسوف تفقد أنت حينها الكثير من العملاء الذين سيتوجهون لتجربة هذا المنتج الجديد.
ولكن عوضًا عن ذلك بُثَّ روح الإيجابية في نفوس موظفيك وأن ما حقَّقته كان طيبًا، مع تأكيد على أن غاية شركتك تتعدى تلك المرحلة، بل إنها لا يمكن أن تقف عند أي مرحلة، سعيك للتطوير والبحث عن تطويع أحدث الطرق لخدمة منتجاتك وما تعرضه هو ما سيجعل من خدماتك ميزة تنافسية تستطيع الاستمرارية والنجاح.
ابحث عن نقاط قوتك وطور منها
كل المنتجات مهما تشابهت لديها نقاط قوة تختلف عن نظريتها، فمن الممكن أن هناك شيء تعرضه قد يختلف عن منافسيك، ولكنك لم تُوفَّق في إبرازه أمام الجماهير.
واعلم أن الفرق بين إعلان إفلاسك وإعلان نجاحك هو تلك الميزة التنافسية التي قد تجهلها الآن.
فعلى سبيل المثال: إذا كنت تمتلك شركة عقارية توفِّر العديد من الوحدات السكنية، ولكن على بعد خطوات قليلة هناك مشروع عقاري آخر، يقدم وحدات سكنية بأسعار مقاربة لما تعرضه، فكِّر ما الذي يجعل المستهلك يدخل إلى باب شركتك بدلًا من بابه الذي هو ملاصق لك.
فمثلًا يمكن أن تكون ميزتك توفير خدمات أمن وحراسة أكثر تميزًا، أو لديك جراج من طابقين لا يتوفر عند منافسك، أو ربما قد توفر لعملائك خدمة التقسيط بدون فوائد، أو ربما تفكر في تصميم الطابق العلوي كمساحة تجمع سكان الوحدات جميعًا، لإقامة الاحتفالات والمناسبات الخاصة.
حينها اجعل همَّك هو إبراز نقاط قوتك على حساب منافسيك.
قد تبدو المهمة صعبة من أجل التعامل مع المنافسة باحترافية، ولكنها مقارنة بما سوف توفر عليك من وقت ومجهود ومال مهدور لا تقارن بشيء، فاجعل وظيفتك من الآن دراسة منافسيك لتحصل على مشروع يكون مصدر فخورًا لما أنجزته يومًا ما.