إن كنت تخطط لبدء مشروعك، فإنه ليس بقرار هين، وعلى الرغم من العدد غير المحدود للتحديات والصعوبات، والتي قد تواجه أي شخص مقبل على إطلاق مشروعه، فإنه وفقًا لدراسة أمريكية فإن أكثر من %84 من أصحاب المشاريع الجديدة أكَّدوا أن قراراهم بامتلاك مشروع خاص كان أفضل قرار اتَّخذوه في حياتهم المهنية؛ بل لو عاد بهم الزمن مرات عديدة فلسوف يتخذون القرار نفسه.
ولكن هل عليك أن تطلق مشروعك بمجرد أن لديك فكرة مبتكرة؟
بالطبع هناك عدد من الخطوات الأساسية التي يجب أن تتَّبِعها وتدرسها جيدًا قبل الخوض في عالم الأعمال واقتحام سوق تبدو جديدة عليك كليًّا.
هذه النصائح والخطوات حصلنا عليها من عدد من المصادر المتنوعة وخبراء التسويق العالميين.
وسوف تجد بالتأكيد ما يعينك على دراسة السوق ومنافسيك وتحقيق حلمك بامتلاك مشروع نجاح.
ابحث عن جمهورك المستهدف
من هنا يجب أن تبدأ، فأنت بحاجة ماسَّة لفهم طبيعة جمهورك المستهدَف وخصائصهم واهتماماتهم، وعليك كذلك بالبدء في إعداد بحث كامل عن المستهلكين ما يريدون وما لا يريدون.
يجب كذلك أن تتضمَّن تلك الدراسة الإستراتيجية التسويقية التي سوف تتَّبِعها؛ لأنها سوف تمدُّك بالكثير من المعلومات المفيدة، وستجد إجابة وافية عن التساؤلات التالية:
- كيف تقيِّم منتجك بالنسبة للجمهور واحتياجات السوق؟ ما الذي يحتاجه جمهورك المستهدف؟ وما الذي سيجدونه قيِّمًا فيما تعرضه؟ هل ما تقدمه سوف يضيف لهم شيئًا مهمًّا ويلبي مطلبًا ضروريًّا لحياتهم؟
- أين يمكنك أن تعرض منتجك؟ ما أنسب القنوات المتاحة لعرض منتجك أو الترويج له؟ هل يمكنهم الحصول على منتجك عبر الإنترنت؟ أم أنهم بحاجة ماسَّة لزيارة أحد فروع شركتك، أو أحد المتاجر التي توفر خدمتك؟
- كيف ستحدِّد سعر منتجك؟ ما مستوى دخل الفئة المستهدَفة؟ هل من الممكن أن يجدوها باهظة الثمن للغاية فيتراجعون عن شرائها؟ ما السبل والتسهيلات المتاحة التي تقدِّمها من أجل أن تكون مناسبة لميزانيتهم؟
- أين ستبدأ حملتك الإعلانية لتقديم علامتك التجارية للجمهور؟ هل ستبدأ بمنصات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها جمهورك؟ ما الأسلوب أو النغمة التي ستستخدمها في المحتوى المقدَّم من أجل جذب الجمهور؟ هل ستعتمد على مخاطبة مشاعرهم أم عقولهم؟
حدِّد المشكلة التي تقدم لها حلًّا
عليك أن تدرك تمامًا حجمَ التحدي والمشكلة الذي أنت بصدد أن تعرض لها حلًّا مثاليًّا سينهي كافة المؤرقات التي قد يواجِهُها جمهورك، بل إنك من الممكن أن تنبِّه جمهورك إلى مشكلة قد يواجهونها يوميًّا هم ليسوا على دراية بها، وأنك تعلم كامل ما قد يُفسد يومَهم، وأنت ستقدم لهم نهاية سعيدة لك ذلك.
دائمًا حاول التركيز على إجابات «من»، و«لماذا». من سيهتم بما تعرضه؟ ولماذا سيهتم بما تعرضه؟
عليك أيضًا أن تحاول التواصل مع أشخاص قد يكونون عملاء محتمَلين، أو حتى عملاء قد حصلوا بالفعل على منتج لك سابقًا، اسألهم عن تقييمهم بما تعرضه بكل شفافية، وضَعْ إجابتهم دائمًا في اعتبارك لتكون محفِّزًا لك للاستمرار أو التطوير أو حتى التغيير.
ادرس منافسيك بنفسك
ألقِ نظرة على كافة الشركات المنافسة أو من يقدِّمون منتجًا قريبًا مما تعرضه، والذين من المحتمل أن يكونوا منافسين لك.
فمن خلال معرفة ما يقدِّمونه وطريقة تقديمه، وما نجحوا فيه وما فشِلوا في تحقيق أي إيرادات من ورائه، أو ما تسبب في خسارة جزء من سمعة الشركة فستعرف ما عليك تجنُّبه، وما عليك أن تنفذه.
عليك الاستعانة بالكثير من الأدوات والمواقع التي توفر خدمة دراسة مستهلك، أو تحضر لك استبيانًا يكون جاهزًا للإرسال إلى عملائك لاستطلاع آرائهم حول منافسيك، وحول أوجه القصور وأوجه التميُّز التي يجدونها في الشركات المنافسة.
وإن لم يكن لديك خبرة كافية في هذا المجال فعليك الاستعانة بأحد المتخصِّصين، فإن كنت ستُنفق بعض المال للحصول على تلك المعلومات، فلا تتردد وافعل ذلك، تلك الخطوة ستوفر عليك الكثير من الوقت والمال المُهدَر فيما بعد.
قدِّم خدمة مميزة لجمهورك وثِقْ فيما تعرضه
الكثير من الشركات تتوقع أن تقديم خدمة مختلفة كافٍ لجذب العملاء وضَخِّ الإيرادات إليهم، ولكن في ظل هذا السوق التنافسي، فإن الاختلاف غير كافٍ، عليك أن تقدم خدمة فائقة لن يجدها أي شخص آخر في أي مكان.
قد تعتقد أن هذا مستحيل، ولكنه قابل للتحقيق، إلا أنه يحتاج لبعضٍ من الوقت ومزيدٍ من الجهد حتى تبني جسرًا من الثقة بينك وبين عملائك، وحينها سوف يأتون إليك دون غيرك؛ لأن ما يجدونه عندك لا يتوفر عند غيرك.
ولنا في ذلك الكثير من الأمثلة، هل تعرف كم عدد المحلات التي تقدِّم كوبًا من القهوة السريعة في المنطقة حولك، هل حصلت على كوب من القهوة منهم جميعًا، أم أنك تكتفي من هذا المحل الذي اعتدت عليه، هل سألت نفسك مسبقًا لماذا تذهب دومًا إلى هذا البائع دون غيره؟
وهكذا عليك أن تكون فريدًا فيما تقدِّمه، وعندئذٍ لن يهمك المنافسون كثيرًا طالما كانت لك ميزة فائقة فسيعود إليك عملاؤك.
طوِّر رسالة شركتك
رسالة شركتك ورؤيتها لا يمكن أن تكون كلامًا إنشائيًّا منسوخًا لن يقدم أي جديد لعملائك، فهي جزء ممَّا تريد أن يعرفه جمهورك عنك، وما تريد أن ترسِّخه من صورة ذهنية عن علامتك التجارية؛ لذلك خُذْ وقتك وصُغْ شيئًا مميزًا، وإن كان عبارة عن كلمتين فقط.
فشركة نايكي «Nike» الرياضية على سبيل المثال تحمل شعار «Just Do It» بهذه اللغة البسيطة السهلة، اختارت نايكي أن تقدم لجمهورها تلك الرؤية، «فقط افعلها»، وهو ما يظهر في المنتجات الشركة أيضًا، فكل ما تقدمه بسيط وعملي.
وبناءً على المعلومات التي جمعتها سابقًا عن جمهورك المستهدف، يمكنك الآن صياغة رسالة فعَّالة قوية ومؤثرة، وأيضًا تبرز فيها هوية شركتك، ومزايا خدمتك التي تجعلها فريدة عن كافة المتنافسين المتواجدين في السوق التجارية.
كذلك حاول أن تصل إلى أفضل صيغة لرسالتك، فكِّر مليًّا ماذا يهم جمهورك أكثر من أي شيء آخر، كيف تقدم رسالة تظل عالقة في أذهانهم وسيظلون يتذكرونها فور أن يلمحوا اسم شركتك أو المنتج الذي تعرضه.
وستظل الرسالة المؤثِّرة أكثر هي التي تحمل كلمات بسيطة وجذابة ومحفِّزة في آن واحد.
افهم طبيعة رحلة البيع
عملية البيع هي التي تشكل أساس أنشطة البيع والتسويق؛ أي إنك يجب أن تفهم تلك العملية فهمًا جيدًا؛ لأنك بناء عليه سوف يمكنك التأثير على جمهورك المستهدف.
فربما الأحداث والفعاليات المهمة تكون محفِّزًا لعملية البيع وتجذب لك عددًا من المستهلكين، ولكن هذا لا يدوم طويلًا، عليك أن تعرف توقعات عملائك وتذهب إليها، بدلا من أن تحاول أن تتخطَّاها، وهذا يعتمد أيضًا على معرفة أنهم يرونك أو وصلوا إلى مرحلة البيع.
ورحلة البيع تبدأ من أن يلاحظك العميل، ثم أن تكتسب ثقته، مرورًا بأن تشجِّعه على الدفع مقابل ما سوف يحصل عليه من خدمة أو منتج، ثم ما بعد ذلك بناء علاقة قوية مع عملائك، فأنت ستكون بالنسبة له ليس فقط بائعًا يقدم له خدمة، ولكنه يثق في رأيه ويطلب استشارتك فيما هو أفضل بالنسبة له.
دخولك السوق التجارية هو أشبه بدخول معركة يجب أن تكون مسلحًا جيدًا، إلا أن سلاحك هنا هو إستراتيجية واضحة ودراسة منافسيك.