الهدف الأساسي لأي مشروع تجاري هو كسب المزيد من الأموال وجني الأرباح، ولكن يجب أن تعلم منذ البداية أن الأمر لا يُمكِن أن يكون بتلك السهولة، فليس بمجرد افتتاح مشروعك ستزيد مكاسبك.
إنها مهمة تحتاج للكثير من الجهد والوقت والتفكير المبدع، وكذلك تحليل بيانات السوق والبيئة التي تعمل فيها.
وحتى نجعل ما تصبو إليه أقلَّ تعقيدًا وأكثر سهولة، نعرض لك هنا أفضل نصائح عليك اتباعها لمضاعفة أرباحك وجذب الكثير من العملاء.
1- اعرض حلولًا وليس منتجات
وسط سوق تزداد فيها المنافسة بشدة، يكون الأكثر نجاحًا هو من يستطيع أن يقدم حلولًا للمستهلكين في صورة الخدمة أو المنتج الذي يبيعه.
فالمشتري لا يريد أن يستمع إلى مزايا المنتجات التي تقدِّمها، ولا كيف صُنعت من أجود الخامات العالمية، فنحن غالبًا ما نريد أن نستمع إلى كيف ستساعدني تلك الخدمة على جعل حياتي أفضل وأسهل، أو كيف توفِّر لي الكثير من الوقت قد يعجز عنه أي منافس يقدم الخدمة نفسها.
فعلى سبيل المثال، إذا كنت تمتلك شركة عقارية وتريد الترويج لمشاريعك الأخيرة، فابدأ بالحديث عن قُربِها من الخدمات؛ وبالتالي فإنها توفر لك وقتًا وجهدًا ومالًا قد يُنفَق في وسائل المواصلات أو في وقود سيارتك.
2- اخلق بيئة مريحة للعمل
سواء أكانت شركتك مكوَّنة من أكثر من فرد، أو أنك الفرد الوحيد في شركتك، فعليك من البداية تأسيس بيئة مريحة ومنتجة للعمل.
يقول ماثيو شوارتز، أحد كبار خبراء التسويق ومؤلف كتاب أساسيات إدارة البيع، إن شعورك بالارتياح أثناء عملية البيع هي الخطوة الأولى التي عليك أن تبدأ بها قبل بدء أي مشروع.
وهو يعني أن تحدِّد كافة العناصر التي تجعلك أن تشعر بالراحة أثناء سعيك للحصول على بعض الصفقات التجارية الناجحة، سواء مع العملاء أو الشريحة المستهدَفة أو بيئة عملك الداخلية.
وإن كنت ما تزال لا تشعر بذلك، فيمكنك أن تطلب المساعدة من أحد الأصدقاء، أو أشخاص لديهم خبرة كافية ليوجِّهوك كيف تبدأ حملتك الترويجية.
3- اختر المكان الصحيح للترويج لمنتجاتك وبيعها
اليوم هناك الكثير من القنوات التي يمكن أن تطلق فيها حملتك الترويجية وتبث إعلانك لجذب عملاء جُدُد، ولكن هل كل تلك القنوات تصلح لمنتجاتك أو الشريحة التي تستهدفها؟
الإجابة هي لا.
لا يمكنك أن تبدأ حملتك التجارية في كل مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، أو على جوجل، أو حتى إعلانات الطرق، يجب أن تتبع خطة مدروسة توفِّر فيها الكثير من الوقت والمال المهدور.
فعلى سبيل المثال: إن كنت تمتلك متجرًا للملابس يستهدف السيدات، فلا يمكن أن تخلو ميزانيتك التسويقية من إعلانات مموَّلة على فيسبوك وإنستجرام.
كذلك ربما تفكر أيضًا في إرسال بعض العينات لعدد من المؤثِّرين الذين يتابعهم الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، فسيكون لها تأثير إيجابي على مبيعات شركتك.
4- اعرف جمهورك وحدِّده بعناية
عليك أن تدرس جمهورك وتعرف أنواع عملائك بعناية، حدِّد الفئة المستهدفة بكافة تفاصيلها، بداية من النوع والفئة العمرية، وحتى مشاكلهم، وروتينهم اليومي، ماذا يحتاجون، كيف تساعدهم على تخطي العقبات المحتمَلة التي قد يواجهونها، كم يريدون أن يدفعوا نظير الخدمة التي تقدمها.
رؤيتك وفهمك لطبيعة الجمهور الذي تقدم له خدمتك، سيجعل من الخدمة التي تقدمها حلًّا سحريًّا يمكنه أن يلبي احتياجاتهم.
5- كن دقيقًا في تحديد وقت لبيع منتجاتك
الوقت يجب أن يكون استثمارك الأكبر إن كنت ترغب بالفعل في امتلاك مشروع تجاري نجاح.
لذلك عليك من البداية تحديد الوقت الذي قد تنجح فيه في الحصول على الكثير من الصفقات المربحة؛ حتى تتمكن من تحديد رأس مالك المطلوب، والعملاء الذين يجب التعاقد معهم، وبالتالي العمل على التحضير للصفقات المقبلة.
فالعملية التجارية هي عملية مستمرة، يجب ألَّا تتوقف على نجاحك في إتمام صفقات جيدة في شهر ما أو غيره.
بالطبع هناك الكثير من العوامل الخارجية التي قد تحول دون النجاح في بيع كل المنتجات التي قد حددتها من قبل، ولكن في تلك الحالة عليك دراسة ما فعلته وما لم تفعله بعناية؛ حتى يمكنك تجنبه خلال الفترة المقبلة.
6- أطلِع عملاءك على صفقاتك الناجحة السابقة
الحديث عن صفقاتك الناجحة قد يعزِّز أيضًا من زيادة إيرادات شركتك؛ وبالتالي زيادة الأرباح، وخاصة إن كانت تتعلق بتعليقات عملاء سابقين، ومدى رضاهم عن التعامل مع شركتك، وكيف أن خدمتك جاءت في وقتها المناسب.
وخاصة إن كانت شركتك نجحت في إتمام صفقة ناجحة مع كبار العملاء، يجب حينها أن تبِرز ذلك لعملائك، وأن تذكُره على الصفحة الرئيسة لموقعك الإلكتروني.
سوف يساعد عرض تلك الترشيحات والآراء عملاءك المحتمَلِين في اتِّخاذ القرار المناسب بالنسبة لك، وهو بالطبع الحصول على ما تقدمه.
سوف يجعلهم كذلك يشعرون بالأمان؛ لأن أموالهم تذهب في مكانها الصحيح، فهم رأوا بأعينهم نتائج الشراء منك، فالجميع سعداء ويُبدون رضاهم بجودة الخدمة ويشعروا أنك مهتم بخدمة ما بعد البيع.
7- كن منصتًا جيدًا لتساؤلات عملائك
ينصح كبار خبراء التسويق بطرح الأسئلة على عملائك لمعرفة ما يتوقعون منك، وما يرغبون في تطويره، أو ما يرغبون في ضرورة أن تتجنبه، وذلك من أهم أسس النجاح للحصول على ثقة العملاء؛ وبالتالي اتخاذ قرار إيجابي بالنسبة لك.
كذلك فإن طَرْحَ الأسئلة المناسبة يساعدك في فَهم طبيعة عملائك، واهتماماتهم وروتينهم اليومي؛ وبالتالي سيكون عليك أن تضع كل ذلك في الاعتبار عند تنفيذ حملتك الإعلانية أو تطوير أحد منتجاتك.
كما أنه سيترك انطباعًا جيدًا لدى عملائك بمدى اهتمامك بسماع شكواهم واقتراحاتهم؛ مما يحسن من سمعتك السوقية؛ وبالتالي جَنْي المزيد من الأرباح.
ولكن عليك أن تحرص على طلب الإجابة من عملائك الذين هم بالفعل مهتمون بالحصول على منتجاتك، أو اشترَوْها بالفعل؛ حتى تحصل على إجابات سليمة تساعدك حقًّا في خطتك المقبلة.
8- ضع خطة منطقية تتضمن أهدافًا قابلة للتحقُّق
حدِّد أهدافك السنوية والشهرية وأحيانًا الأسبوعية في إطار المبيعات التي تريد أن تحقِّقها بدقة وموضوعية، ولكن يجب أيضًا أن تكون منطقيًّا في الأرقام التي تحددها.
فإذا كانت شركتك ما زالت في طور البدء والإطلاق، فمن الصعب أن تتوقع أن الكثير من الأرباح سوف يُضَخ إلى جيبك في الشهور الأولى، الأمر يحتاج لمزيد من الصبر والحكمة.
كذلك عليك أن تعرف معنى النجاح بالنسبة لك، فعلى سبيل المثال قد يكون النجاح بالنسبة لك يختلف عن مفهوم النجاح بالنسبة لشخص آخر، حتى وإن كان أحد منافسيك، فالنقطة التي بدأت منها تختلف عن النقطة الذي بدأ غيرك منها.
وكلما كنت محدِّدًا لما سوف تصفه بأنه نجاح في مبيعاتك، فعليك تجنُّب الكثير من لحظات الإحباط التي قد تصيبك وأنت ما زلت في منتصف الطريق، لمجرد أنك لا تدرك أن ما حققته بالفعل هو نجاح.
9- كن ثابتًا
إن كان هناك قاعدة ذهبية عليك أن تتعلمها في مجال العمل عامة، ومجال التسويق والربح خاصة، فهو عليك أن تكون ثابتًا، وهذا يعني أنه كلما ظلِلت متمسكًا بالخطة والجدول الزمني الذي أعددتَه لنفسك، فإنك سوف تضمَن تحقيق الأرقام التي رصدتها من قبل، أو على الأقل قريبة منها.
فإن كان هدفك زيادة المبيعات وجذب مزيد من العملاء والمستهلكين، عليك أن تبقى متيقظًا طيلة الوقت.
اتَّبِع تلك النصائح من أجل تحسين مبيعاتك، وسوف تلاحظ النتيجة خلال فترة ليست بالبعيدة.